الثلاثاء، 22 مارس 2011

بحيرة المنزلة بالإنجليزية Lake Manzala ، هي من اكبر واهم البحيرات الطبيعيه الداخليه بمصر على الاطلاق وأخصبها حيث يتوفرلها اهم مقومات المربى السمكى الطبيعى لتوافرالمواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48 % من انتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر الابيض من خلال البواغيز والفتحات التى تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الاسماك ميزة ساعدت على وجود افخر انواع الاسماك فى وقت من الاوقات يشرف عليها مجلس مدينة المنزلة بمحافظة الدقهلية لانها تقع جميعا بمقربة من مدينة المنزلة لذا سميت بذلك وهى تتصل بالبحر المتوسط.
الجغرافيا
كانت مساحه بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 الف فدان (50 كيلو مترا طولا وما بين 30- 35 كيلومترا عرضا) وهى تعادل ما يقرب من عشر مساحه ارض الدلتا كلها. تناقصت مساحه البحيرة من 750 الف فدان الى 190 الف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم 125 الف فدان وذلك نتيجه اعمال الردم والتجفيف والتجريف فى مناطق كبيرة منها فبعد ان كانت تطل على خمس محافظات اصبحت تطل الان على ثلاث محافظات فقط.
تقع بحيرة المنزلة فى موقع فريد ومتميز فى الركن الشمالى الشرقى لدلتاالنيل يحدها من الشمال البحر الابيض المتوسط ومن الشرق قناة السويس ومن الغرب نهر النيل فرع دمياط ومن الجنوب سهل الحسينية تطل بحيرة المنزلة على اربع محافظات هى:
محافظة بورسعيد فى الشرق والشمال الشرقى.
محافظة دمياط فى الشمال والشمال الغربى.
محافظة الشرقية فى الجنوب.
محافظة الدقهلية فى الغرب والجنوب الغربى من البحيرة.
أقسامها
تنقسم بحيرة المنزلة جغرافيا الى خمسة اجزاء رئيسية هى:
منطقة المثلث
وهى الجزء الشمالى لحدود البحيرة ويقع كاملا داخل حدود دمياط وهى طريق دمياط عزبة البرج بطول 15 كم من التاحية الغربية ويمثل قاعدة المثلث ومن الشمال طريق دمياط بورسعيد القديم على ساحل البحر والضلع الثالث طريق دمياط شطا بورسعيد وحتى الديبة من الناحية القبلية والتى تمثل راس المثلث ويربط بينة وبين البحيرة الام عدة فتحات على طريق دمياط بورسعيد وترتيبها من دمياط الى بورسعيد
فتحة سورجان بجوار مرور شطا وهو عبارة عن ماسورتين بقطر 2 م للواحدة مغلق نصفها بالطمى ويصعب تطهيرها.
فتحة الكيلو 4.5 على طريق بورسعيد دمياط عبارة عن ماسورتين بقطر 2 م.
فتحة الكيلو 19 على نفس الطريق وبنفس المواصفات.
فتحة الجمازرة على نفس الطريق وبنفس المواصفات.
فتحة البغدادى وهى عبارة عن كوبرى والفتحة بعرض 36 م وتعتبر المغذى الرئيسى بين المثلث والبحيرة.
فتحة البغدادى على طرق دمياط بورسعيد.
اهم الفتحات المغذية للمثلث
قناة الرطمة.
قناة الصفارة.
البوغاز الجديد.
فتحة الكراكة.
فتحة العلامة.
فتحة الشيخ على.
اضافة الى العديد من الفتحات التى اقامها اصحاب المزارع.
وتبلغ مساحة هذا الجزء 33 الف فدان معظمها مزارع سمكية حيث تبلغ مساحة المزارع 19 الف فدان تقريبا و تختلف درجات الملوحة فى هذا الجزء حيث ترتفع درجات الملوحة فى المناطق الشمالية من المثلث بالقرب من الفتحات وتقل فى الانخفاض كلما اتجهنا جنوبا بالقرب من طريق بورسعيد دمياط وتعتمد على تربية الاسماك البحرية كالعائلة البوريـة ( البورى والطوبار ) واسماك الدنيس والقاروص وانواع الجمبرى.
قعر البحر
وتقع هذة المساحة فى قطاع بورسعيد فى الجزء الجنوبى والغربى لمدينة بورسعيد وهى منطقة شبة معزولة بالطريق الدولى الدائرى خلف بورسعيد.
وهى بمساحة تزيد عن الفين فدان محصورة بين الطريق الدولى الدائرى ومدينة بورسعيد وتخص التعمير ويغذيها قناةالقابوطى من قناة السويس واربعة فتحات على الطريق الدائرى لبورسعيد وتعتبر من افضل مناطق البحيرة لارتفاع الاعماق بها وكانت حتى وقت قريب بعيدة عن التعديات وبدا منذ مايقرب من عام تقريبا تظهر بها تعديات على استحياء ممثلة فى وجود ظاهرة اللبش وهى تجمعات للنباتات داخل البحيرة مع وجود تعديات باقامة مزارع فى الجزء الجنوبى منها
بوز البلاط
وهى فى نطاق قطاع بورسعيد فى الجزء الشمالى من بحيرة المنزلة محصورة بين طريق دمياط بورسعيد القديم شمالا و الطريق الدولى جنوبا ومن الغرب محور الديبة ومن الشرق اول الطريق الدائرى.
الجزء الشرقى من بوز البلاط ويغذية فتحتى الجميل القديم والجديد وبه كم من التعديات الحديثة ويعتبرا بوغازى الجميل من اهم مشاكل البحيرة لوجود مهربى الزريعة وعدم السيطرة عليه امنيا.
الجزء الغربى من بوز البلاط.
منطقة الجحر
وهى المنطقة المحصورة بين حدود محافظة الشرقية من الجنوب وشمالا مصرف بحر حادوس بالدقهلية وهى بالكامل تقع فى نطاق محافظة الشرقية وهى بمساحة ثلاثة الاف فدان تقريبا وتتغذى بالمياة من خلال مصرف بحر البقر القديم ومصرف بحر حدوس وتخضع لولاية الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية دون سيطرة نهائيا عليها وبها العديد من التعديات الصارخة ممثلة فى اقامة حوش سمكية واستزراع نباتى واقامة مبانى حتى داخل البحيرة وتم حصر كافة التعديات الموجودة بها دون جدوى لتدخل الاخرين.
البحيرة الام
وهى باقى عموم البحيرة بمساحة 75 الف فدان تقريبا وتضم ثلاث محافظات هى بورسعيد دمياط الدقهلية وتتراوح درجات الملوحة بها مابين الارتفاع والانخفاض ترتفع شمالا ومن الشمال الشرقى وتنخفض حتى العذوبة فى الغرب والجنوب ويوجد بها العديد من التعديات داخل وعلى حدود البحيرة ممثلة فى تجفيف واقامة حوش مخافة وتتاثر المناطق الجنوبية والغربية بوجود البوص والغاب بكثافة ويوجد العديد من الجزر داخل البحيرة اهمها جزيرة العزبى ويقطنها اكثر من الفى فرد واثر ابن سلام والفرشة وبر المعامل وغزلات والذى يمثل مشكلة فى عدم سريا ن المياة من الشمال الى الجنوب على الرغم من وجود مقاطع ويحتاج الامر الى شق مقاطع كبيرة بالشفاط.
جزر غزلات وبر المعامل والاس.
مياة البحيرة
تعتمد بحيرة المنزلة فى تغذيتها بالمياة على العديد من المصادر التى تغذيها بالمياة العذبة والمالحة ومياة البحيرة من النوع الشروب وتتدرج ملوحتها بين الدرجات الدنيا فى المناطق الغربيه والجنوبية وتصل الى 2 جزء فى الالف وتزداد كلما اتجهنا شمالا بالقرب من فتحات البواغيز لتصل الى اكثر من 45 جزء فى الالفشمالا
مصادر التغذية بالمياة المالحة
بوغاز الجميل القديم على ساحل البحر الابيض ويقع فى نطاق بورسعيد.
بوغاز الجميل الجديدعلى ساحل البحر الابيض ويقع فى نطاق بورسعيد.
قناة القابوطى او مايعرف بالرسوة واتصاله شرقا بقناة السويس بالجزء الجنوبى من بورسعيد.
قناة الرطمه وتتصل مباشرة بنهر النيل الجزء المالح شمال دمياط بمسافة 7 كيلو.
قناة الصفارة بمدينة عزبة البرج فى مصب النيل مباشرة وتبعد عن دمياط ب15 كم.
بوغاز عزبة البرج الجديدة من البحر الابيض شمالا وقد تم انشاؤه فى عام 2001 ويبعد عن مدينة عزبة البرج بمسافة 2 كم بتكلفة 17 مليون جنية الا ان هذا البوغاز يحتاج الى حماية كبيرة من قراصنة الزريعة ويحتاج الى انشاء نقطة حراسة من ناحية البحيرة.
فتحه الكراكة الكيلو 6 على ساحل البحر الابيض بمسافة 6كم من عزبة البرج وتصل بين البحيرة وطوال الكراكة شمال المثلث وهو الموقع الذى تم اختياره لانشاء ميناء الصيد الجديد.
فتحه الشيخ على على ساحل البحر الابيض وتبعد بمسافة 18 كم من عزبة البرج وقد انشات فى السبعينات بتكلفة 50 الف جنية.
فتحه العلامة على ساحل البحر الابيض وتبعد عن عزبة البرج مسافة 24 كم.
مصادر المياة العذبة
يصب فى بحيرة المنزلة العديد من المصارف بالمياة المعالجة وغير المعالجة و تصل مياه الصرف الى البحيرة من خلال تسعة مصادر رئيسيه اضافه الى الصرف الصحى لعدد من المدن ابتداء من القاهره وحتى بورسعيد ودمياط والمطرية حيث تستقبل البحيرة اكثر من 6 ملايين متر مكعب من المياه الناتجة عن الصناعه والزراعة ومخلفات المنازل. اهمها:
مصرف بحر البقر وهو اكبر المصارف ويبلغ طوله 190 كيلو يمتد من القاهرة مارا بالقليونية والشرقية والاسماعيلية ويعتمد على الصرف الصحى لتلك المدن.
مصرف حادوس ويفصل بين محافظتى الشرقبة والدقهلية وهو عبارة عن صرف زراعى.
مصرف العنانية ويربط بين النيل والبحيرة جنوب دمباط وهو عبارة عن صرف زراعى وفى بعض الاحيان كان يستخدم كمفيض للنيل فى حالة ارتفاع مياة النيل قبل انشاء ترعة السلام.
مصرف السرو داخل محافظة دمياط وهو صرف زراعى.
مصرف رمسيس بمحفظة الدقهلية ومحمل بمياة الصرف الزراعى.
مصرف ضخ المطرية.
محطة طرد اولاد حمام بدمياط وهو صرف زراعى لقطاع فارسكور.
مصرف الخواطرية بين دمياط والدقهلية.
مصرف محب والسيالة وهو عبارة عن صرف صحى لجزء من مدينة دمياط والسيالة.
محطة صرف الخياطة ( والتى تصب فى منطقة الهيشة بالمثلث ).
و قد ادى التغير فى النظام المائى للبحيرة نتيجة تناقص مخزون المياه بها وزيادة العذوبة لعدم فاعليه البواغيز الحاليه فى صرف كميات من البحر الى البحيرة وانسداد وضيق الفتحات ما بين طريق دمياط وبورسعيد القديم الامر الذى اثر على حركة سريان المياة مابين منطقة المثلث والبحيرة الام الى تغيير فى التركيب النوعى لأسماك البحيرة وتمثل 92 % بلطى والباقى 8 % هى كل الانواع الاخرى.
كما شجع زيادة الغطاء النباتى فى جميع اجزاء البحيرة وعذوبة المياة الى توالد وتكاثر البلطى وفى نفس الوقت الذى صارت فية عذوبة المياة ونمو النبات سببا فى اعتبارها مناطق طرد لا جذب للأسماك البحريه.
كذلك انشاء وشق الطرق داخل البحيرة وتقسيمها بدون عمل فتحات كافية او اعتبار لحركة المياة ودورانها.
الثروة السمكية
تعتبر بحيرة المنزلة من اكبر البحيرات في مصر انتاجا للسمك اذ يبلغ انتاجها السنوى 60 الف طن بنسبة 35 % من انتاج البحيرات الشمالية والذى يقدر بــ 172 الف طن سنويا. و يوجد مشروع كبير بالمنطقة للاستزراع السمكي بالبحيرة يتم تمويل القروض الخاصة به عن طريق الصندوق الاجتماعي للتنمية و قد تعرض المشروع للفشل من جانب المسئولين عن الحكومة أثناء عملية تطهير ترعة السلام المحاذية للبحيرة حيث تم القاء مخلفات التطهير مما أدى الى تقليل نسبة الأوكسجين بالمياه و نفوق الاسماك و الزريعة بالاضافة الى الاتلاف المتعمد من بعض المهربين و الذين يتخذون البحيرة مكان استراتيجي للتهريب و ذلك بالقاء مواد كيماوية سامة.[1]
اهم الاسماك
اهم الاسماك التى تشتهر بها هى ( العائله البوريه – اللوت – البلطى – وفى بعضها اسماك الدنيس والقاروس ).
التوزيع والتغير طويل المدى لمجتمع الهوائم الحيوانية فى بحيرة المنزلة
البحيرات المصرية الشمالية تعمل كمنطقة أتزان بين نظام صرف دلتا نهر النيل والبحر المتوسط. حيث أن معظم هذه البحيرات تتعرض لكميات عالية من صرف المصانع والصرف الصحي والزراعى. وبحيرة المنزلة هى خير مثال لذلك، حيث تتأثر الكائنات الحية بها بهذا التلوث. جمعت عينات هوائم حيوانية شهريا من عشر محطات ممثلة لظروف البحيرة المختلفة وذلك على مدار عام كامل . ووجد أن بيئة بحيرة المنزلة قد تغيرت من نظام بيئى مالح الى نظام بيئى عالي الخصوبة ذو مياه عذبة مع سيادة العجليات (مثلت حوالى 97 %). وتم تسجيل اثناء الدراسة 20 نوعا لم يتم تسجيلهم من قبل فى البحيرة، بينما اختفى 13 نوعا من البحيرة خلال الخمسين سنة الماضية. وبحساب معدل تغير الانواع فى البحيرة وجد أن المعدل ارتفع من 3.26 % فى العام أثناء الفترة 2003 (الدراسة الحالية). وكانت أعلى – 1980 الى 10.29 % فى العام خلال الفترة 2000 -1960 كثافة للهوائم الحيوانية فى المحطات الشمالية مع أعلى أعداد خلال شهرى مارس وابريل
وخلصت الدراسة الى حتمية ضبط البواغيز حتى يتم تبادل المياه بين البحيرة والبحر المتوسط بصور أفضل مما يؤدى الى تجديد مياه البحيرة ومن ثم تحسن النظام البيئي بها.[4]
الوضع البيئي
من المشاكل التى تعانى منها بحيرة المنزلة والتى ادت الى تقلص مساحتها بنسبة كبيرة واثرت على انتاجها السمكى هى تعرضها المستمر للتلوث بانواعه وعدم كفاية البواغيز والفتحات والقنوات المغذية للبحيرة بالمياة المالحه والتعدى على المسطح المائى باقامة الاحواش والسدود وانتشار النباتات المائية والصيد المخالف وصيد الزريعه ، وربما تظهر ابشع صور الثلوث فى تخلص خمس محافظات من مياه الصرف الصحى والذى تبلغ جملته 652 مليون متر سنويا لتلقى بها فى بحيرة المنزلة وهذه المحافظات هى الدقهلية و بورسعيد و دمياط عن طريق مصرف بحر البقر والذى تقدر كميات الصرف منه الى البحيرة بنحو 1.7 مليون متر كذلك مصرف فاقوس ومصرف بحر جادوس و البحر الصغير - ترعة الشرقاوية -مصرف العناترة بدمياط واولاد حمام ومصرف رمسيس ومحطات ضخ السرو والمطرية و فارسكور الاخطر من ذلك هى مصادر التلوث من الصرف الصناعى حيث تصب فى بحيرة المنزلة مخلفات 42 شركة ومصنعا بالمحافظات بالاضافة الى الصرف الزراعى بما يحمله من بقايا المبيدات والاسمده الكيماوية المستخدمه فى الزراعه ، وقد اكدت نتائج التحاليل التى اجرتها بعض المراكز العلمية وجود املاح الزئبق واملاح الزنك فى مياه البحيرة وفى اسماكها بنسبة عالية مما تسبب فى موت الكثير من الاسماك واصيب المتبقى منها بالتسمم واصبح غير صالح للاستهلاك الادمى.
ويتحمل الصيادون جزء مما وصل اليه حال البحيرة وذلك بانتهاجهم اساليب مخالفه للقانون فى عملية الصيد ، كا لصيد بالتجريف او التنشيف او الشباك المخالفه او عن طريق الاحواض والسدود العلوية واستخدام المحركات والمواتير عالية القدرة مما يزيد من تلوث البحيرة وصيد الزريعه من جانب فئة لديها الامكانات التى تساعدها على الهروب بهذه الزريعه لتحقيق الربح السريع ببيعها للمزارع الخاصه دون ملاحقتها من شرطة المسطحات المائية مما ادى الى نقص الاسماك فى البحيرة.
بحيرة المنزلة
التغيرات الإجتماعيه والطبوغرافية والمائية
لقد تعرضت بحيرة المنزله فى السنوات العشرون الاخيرة لعدة تغيرات اجتماعيه وطبوغرافية ومائية أثرت على التركيب النوعى لبيئتها الحيوانيه والنباتية تحت تأثير عده عوامل تعمل مجتمعه مع بعضها البعض .
اثرت التغيرات الطبوغرافية التى نشأت عن النقص المستمر فى المساحه بشكل حاد على النظام المائى فى البحيرة كما ان التغير المستمر فى حدود البحيرة وزيادة حجم التعديات وإقامة الحوش قد اثر تأثيرا كبيرا على حركه دوران المياه فى البحيرة نتيجة لنقص المخزون بها من المياه اضافه الى زيادة منسوب قاع البحيرة نتيجة ترسيب المواد العضويه وتحلل النباتات فى المناطق الراكدة .
مشروع المعالجة البيولوجية لبحيرة المنزلة
قامت وزارة الدولة لشئون البيئة بالتعاون مع مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنفيذ هذا المشروع بتكلفة 4.9 مليون دولار .
تبلغ مساحة المشروع 200 فدان ويهدف إلى معالجة 25 الف م3/ يوم من مياه مصرف بحر البقر قبل أن تصب ببحيرة المنزلة باستخدام تكنولوجيا اقتصادية وصديقة للبيئة في آن واحد حيث تتم المراحل الآتية:
يتم ضخ المياه القادمة من المصرف إلى احواض عملاقة بمساحة 70 فدان تترسب فيها العوالق والملوثات
تدفع المياه بعد ذلك الى احواض المعالجة البيولوجية حيث يتم تنقية المياه من 75% من الملوثات بواسطة نباتات محلية مختارة.
توجه المياه بعد معالجتها إلى احواض استزراع سمكي بمساحة 60 فدان وقد تم بالفعل طرح مناقصة والترسية على إحدى الشركات لاستغلالها.
تتولى وزارة الري حاليا إدارة المشروع.
1. نظرا لأن بحيرة المنزلة جزء من منظومة الاراضي الرطبة الواقعة في شمال الدلتا وتمثل قيمة بيئية وسياحية واقتصادية يقترح إعلانها محمية طبيعية وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية وخطة العمل لصون الأراضي الرطبة في مصر والتى تتطلب اتخاذ الإجراءات التالية:
الحفاظ على المسطح المائي للبحيرة عن طريق تجريم أعمال ردم وتجفيف البحيرة وعدم السماح بإنشاء الطرق أو المشاريع الاقتصادية أو السكانية إلا علي بعد مناسب من شواطئ البحيرة للحد من تناقص مساحة البحيرة.
المحافظة على التنوع البيولوجي بمنع وتجريم صيد الذريعة أمام مناطق البواغيز.
تحديد المناطق ذات الأولوية مثل مناطق توالد وحضانة الأسماك، والمناطق ذات الطبيعة المتميزة ومنع التنمية في محيطها.
2. تشكيل لجنة مشتركة من كل من وزارة الموارد المائية والري، وزارة الإسكان ، وزارة الزراعة ، الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء ووزارة البيئة لدراسة ما تراه بشأن وضع خطة لإعادة تأهيل البحيرة يراعى في أولوياتها النقاط التالية :
الأسلوب الأمثل لتطهير قاع البحيرة لإزالة الرسوبيات الملوثة والتي تراكمت على مر السنين من المواد الغير قابلة للتحلل والتي تتواجد في البيئة لمدة طويلة وتستغرق مدة تحللها من شهور إلى عدة سنوات (معادن ثقيلة ، مبيدات ، مركبات عضوية)
دراسة الأسلوب الأمثل لتجديد مياه البحيرة وتطوير دورة المياه بين البحر المتوسط وجسم البحيرة خاصة الجنوبي منها لضمان انسياب المياه لجميع مناطق البحيرة سواء كان ذلك عن طريق توسيع وتطهير البواغيز الحالية مع تطهير ممرات المياه المقابلة لها بجسم البحيرة أو زيادة عدد البواغيز لتغطي اكبر مساحة ممكنة من البحيرة.
وضع نظام للمتابعة الدورية لإزالة التعديات في البحيرة وفتح البحور على بعضها عن طريق مسارات ومقاطع لضمان سرعة سريان تيار الماء بالبحيرة.
بحث كيفية رفع كفاءة محطات معالجة الصرف الصحي التي تصرف علي بحيرة المنزلة بشكل مباشر أو غير مباشر من حيث نوعية المياه المعالجة بطرق معالجة .
عدد المراكب المرخصة
يبلغ عدد المراكب المرخصة فى بحيرة المنزله 6781 منها:
4349 مركب بالمطرية
1750 دمياط
682 ببورسعيد
محافظه دمياط
تختص محافظه دمياط بمساحه 55 الف فدان مقسمه الى جزئيين:
أ‌- منطقه المثلث :
وهى الجزء الشمالى من بحيرة المنزله بمساحه 33 الف فدان وهو ما يطلق عليه المثلث قاعدته عزبة البرج دمياط وتمثل قرية الديبه رأس المثلث وهى منطقه تأجير حيث بها اكبر عدد من المزارع المؤجرة بدمياط تبلغ مساحتها 19 الف فدان تقريبا
يغذى منطقه المثلث من البحر من الناحية البحريه :
البوغاز الجديد – فتحه الكراكة – الشيخ على – العلامة
من الناحية الغربيه :
قناة الرطمه – قناة الصفارة
تشتهر المنطقه بارتفاع درجه الملوحة والتى تصل فى بعض الاحيان الى اثر من 50 جزء فى الالف كما تشتهر بتربيه اسماك الدنيس – القاروص – العائله البوريه – الجمبرى – سمك موسى وتعتبر اكبر مصادر الاسماك البحرية بمصر بعد بحيرة البردويل
ب – البحيرة الام :
تختص دمياط منها بمساحه 22 الف فدان وهى المنطقه قبلى طريق دمياط بورسعيد وتمتد حتى جزيرة العزبى يربط بينها وبين الجزء الشمالى من البحيرة ( المثلث ) عدة فتحات هى:
( سورجان – الكيلو 4.5 – الكيلو 19 - الجمازرة - فتحه البغدادى ) والتى تحتاج الى تطوير.
تمتاز هذه المنطقه بانخفاض درجات الملوحة بها لوجود العديد من المصارف الزراعيه بها اضافه الى ضعف معدل سريان المياه بينها وبين المنطقه المالحة من خلال الفتحات الموجودة بالطريق دمياط –بورسعيد القديم مما ادى الى انتشار البوص بكثافة غير عاديه .
كما تتميز هذه المنطقه بظاهرة زيادة التعديات داخلها وعلى حدوده

الأربعاء، 16 مارس 2011

شيخ صيادين بحيرة المنزلة حسن طوبار .. الزعيم والبطل والمناضل

من هو حسن طوبار
حسن طوبار هو زعيم إقليم المنزلة بالدقهلية وبطل من أشهر أبطالها وهو أكبر شيوخ المنطقة له مكانته في نفوس أهالي الإقليم ، ينتسب إلى أسرة عريقة تولوا مشيخة المنزلة مئات السنين ، ويعد طوبار من أكبر أغنياء القطر المصري ، يملك أسطولا للصيد في بحيرة المنزلة ومصانع للقطن ومتاجر ومساحات شاسعة من الأراضي في إقليم المنزلة ، وكان لطوبار علاقات واسعة تمتد من المنزلة والمنصورة ودمياط وصولا لغزة وبعض بلاد الشام.
** كتب المؤرخ الفرنسي ريبو في كتابه "تاريخ الحملة الفرنسية فى مصر" يصف سكان هذه المنطقة : "إن مديرية المنصورة التي كانت مسرحاً للاضطرابات، تتصل ببحيرة المنزلة، وهى بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة)، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة، ولهم جَلَدٌ وصبر، وهم أشد بأساً وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم في البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب، تجعل لهم السيادة في البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيساً، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة".
** وقال المؤرخ عبد الرحمن الرافعي في كتابه "تاريخ الحركة القومية وتطورات نظام الحكم" : كان طوبار واسع الثروة والنفوذ، محبوباً من سكان إقليمه من الصيادين، وكان في حالة من الرواج كفيلة بأن تقعده عن اتخاذ أي موقف يمكن أن يهدد ثروته، إذ كان يملك أسطول صيد قدرته بعض المصادر الفرنسية بنحو خمسة آلاف مركب، وعدداً لا بأس به من مصانع نسج القطن، والمتاجر، ومساحات شاسعة من الأراضي الزراعية.
ثروة طائلة لأغنى رجل في مصر، كما أشار الجنرال الفرنسي أندريوس في تقرير قدمه إلى المجمع العلمي، في حين قدم الجنرال لوجييه تقديراً لثروته بأنها في حدود خمسة ملايين فرنك.
وكان إلى جانب ذلك ينتسب إلى أسرة عريقة، تداول أفرادها مشيخة المنزلة مئات السنين، ولهم نفوذٌ قوي هناك.
اسم العائلة جاء من "طبرة" على بحيرة طبرية بالشام، فقد نزحت منها، ونزلت على شاطئ بحيرة المنزلة، فأقاموا بالمنزلة بجوار منزل الشيخ أبو نصر شهاب الدين شريف وكان من قضاة الإقليم، ثم تصاهروا مع هذا الشيخ وسكنوا إلى جواره، وبنوا بيتاً عُرِفَ بالبيت الكبير قبل أن يبني شلبي طوبار القصر المعروف باسمه، وقد اشترت العائلة بعض أملاك الأمير محمد الشوربجي الشهير بمحمد بن حسون، وكانت تُعرف المنزلة باسمه "منزلة حسون"
ويذكر الجنرال لوجييه أنهم في كل جميع الاتجاهات التي مروا بها من المنصورة إلى المنزلة لم يسمعوا من الأهالي إلا الثناء على طوبار. أما الجنرال أندريوس الذي تردد على المنزلة وقدم عنها تقريراً إلى المجمع العلمي بمصر، فهو يقول: "إن لسكان هذه الشواطئ أربعين رئيساً يتبعون الشيخ حسن طوبار الذي احتكر الصيد في البحر لقاء جُعل -أجر- للحكومة، وحسن طوبار من أكبر أغنياء القُطر المصري، وربما كان أغناهم، وهو من المنزلة، وفي أسرته مشيخة البلد يتوارثونها من أربعة أو خمسة أجيال وله سلطة واسعة تقوم على مكانته في النفوس وثروته وعصبيته، من ذوي قرباه وأتباعه، وعلى مؤازرة العرب الذين أعطاهم الأراضي ليزرعوها ويغدق على رؤسائهم بالهدايا والتحف"
حسن طوبار ومقاومة الحملة الفرنسية
طوبار يسلح الأهالي من ماله الخاص
في أوائل أكتوبر عام1798 شرع حسن طوبار في مقاومة الفرنسيين منذ بداية الحملة، فكان يذهب بنفسه إلى البلاد والقرى يحرّض أهلها على الحرب، ويطمئن على وسائل الدفاع لديهم، وجهز من ماله الخاص الأسطول البحري الذي حارب الفرنسيين في البحيرة، وأوشك على إخراجهم من دمياط.
نابليون يساوم طوبار
وكان الفرنسيون يتطلعون إلى التخلص من هذا الزعيم ولكنهم لم يستطيعوا لمكانته عند قومه، فأرادوا أن يستميلوه إليهم، خصوصاً أن نابليون بونابرت أدرك أهمية وأبعاد المركز الجغرافي الذي يسيطر عليه الرجل، إذ إن تحكمه في الممرات المائية بين البحر المتوسط وبحيرة المنزلة كان كفيلاً بتسهيل مهمة السفن العثمانية في دخول مصر، في حالة اتفاق رجال السلطان العثماني مع طوبار
وهكذا أرسل إليه الجنرال فيال -الذي عُيِنَ حاكماً على دمياط- سيفاً مذهباً ولم يشأ أن ينحيه عن منصبه، لكن حسن طوبار قابل ذلك بالسخرية الشديدة، إذ كان حسه الوطني أهم عنده من غواية الهدايا.
رفض طوبار لقاء الجنرال فيال، وقال إنه لا يريد أن يرى أحداً من الفرنسيين، كما امتنع عن قبول هدايا ثمينة أرسلها له نابليون
طوبار يخادع الفرنسيين
في هذه الأثناء، كان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده، ففي الوقت الذي أبلغ فيه رسول الجنرال داماس أنه لا يأبى دفع الضرائب العادية إذا ما ترك حراً كان يستعد للقتال، كما كان على اتصال بإبراهيم بك زعيم المماليك الذي كان مرابطاً بفلول جيشه في جنوب الشام، وقد كان على اتصال مستمر أيضاً بقواته المنظمة لمقاومة الفرنسيين.
ويحكي المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي كيف كان حسن طوبار يشعل الثورة في مختلف البلاد الواقعة بين دمياط والمنزلة والمنصورة. وبينما كان يثير الأهالي في بلاد البحر الصغير كان في الوقت نفسه يجمع مراكبه في بحيرة المنزلة لمهاجمة دمياط لتخليصها من يد الفرنسيين.
أسطول طوبار يهاجم الفرنسيين في دمياط
وأرسل الجنرال فيال إلى زميله الجنرال دوجا ينذره بقرب هجوم الثوار على مدينة دمياط؛ لأن حسن طوبار يحشد أسطولاً كبيراً في بحيرة المنزلة لهذا الغرض ويطلب المدد. قام الثوار بهجوم فعال على دمياط في 16 سبتمبر سنة 1798 واشترك فيه أهالي البلاد المجاورة لدمياط، كما اشترك فيه أيضاً أسطول حسن طوبار. نجح المهاجمون الثوار في قتل الحراس الفرنسيين في المواقع الأمامية للمدينة، وظل القتال متواصلاً ليلة 16 سبتمبر، غير أن عدم تكافؤ الأسلحة والتنظيم دفع المهاجمين إلى التقهقر والالتجاء إلى قرية الشعراء حيث اتخذوها معسكراً تحصنوا به.
ونتيجة لحرج مركز الفرنسيين في دمياط اضطر نابليون إلى إرسال الجنرال أندريوس ليعاون الجنرال فيال في توطيد سلطان الفرنسيين في تلك الجهات.
تقدم الفرنسيون في 20 سبتمبر للاستيلاء على الشعراء، وبالرغم من استيلاء الفرنسيين عليها فإن الثورة تفاقمت في البلاد الواقعة بين المنصورة ودمياط، وتعددت حوادث مهاجمة الثوار للسفن الفرنسية القلة للجنود في النيل، ما دفع الفرنسيين إلى التنكيل بالبلاد التي هاجمت السفن كما حدث في ميت الخولي حيث اعتدوا على الأهالي، واستولوا على ما بها من مواشٍ وطيور وحلي.
نابليون يجهز حملتين لمهاجمة المنزلة
أدرك نابليون أن حسن طوبار لن يخضع إلا بالحرب بعد أن رفض طوبار أن يلتقي بالفرنسيين في أي مفاوضات حيث رفض مقابلة الجنرال داماس ودعوة الجنرال دوجا للصلح.ورفض كل شئ ماعدا قتالهم حتي اخر قطرة من دمه.. وراح يجوب القري ليؤلف الكتائب ويجهز الفدائيين ويزودهم بالأسلحة.وحينما استجمع نابليون طاقاته لمحاربة حسن طوبار, جهز حملتين برية وبحرية بقيادة الجنرال أندريوس والجنرال داما, تحت إشراف الجنرال دوجا قائدا عاما.


طوبار يلجأ لغزة لإعادة تنظيم المقاومة
استطاعت هذه الحملة القوية وبعد جهدٍ جهيد أن تدخل المنزلة في 6 أكتوبر تشرين أول عام 1798. غير أن طوبار كان قد غادر المنزلة ومعه معظم أهلها إلى غزة؛ لإعادة تنظيم حركة المقاومة لاسترداد البلاد فدخل داماس المدينة التي وجدها خالية إلا من الشيوخ وعجائز النساء، فاحتلها بعد أن فوَّت عليه حسن طوبار وكذلك الأهالي فرصة الانتقام من زعيمهم ومنهم.
ولما رأى الفرنسيون قصور حسن طوبار بالمنزلة دهشوا من جمالها واتساعها،وأراد قائد الحملة الجنرال دوجا أن يتخذ من أحد قصور حسن طوبار مقراً له، ولكنه لاحظ المكانة الممتازة التي يحفظها الناس له، فترك القصر واتخذ مقراً في مكان آخر
نابليون يسمح لطوبار بالعودة
وفي غزة، لم يكف حسن طوبار عن المقاومة، فقد استأنف نشاطه من جديد، وكوَّن جيشاً من المقاومين وأسطولاً مكوناً من خمسين قطعة لكي يبحروا به إلى دمياط لمباغتة العدو. وبالرغم من أن الظروف لم تمكن طوبار من إتمام هذه الحملة، فإن رعب الفرنسيين منها جعل نابليون يسمح له بالعودة إلى مصر ليأمن هجومه على دمياط وتحريضه لأهل بلده على الثورة. ولم يأذن نابليون بعودته إلى مصر إلا بشرط أن يبقى ابن الشيخ عنده في القاهرة، ويعود حسن طوبار إلى دمياط.
عاش طوبار في دمياط فترة قصيرة، وهو الأمر الذي دعا الجنرال كليبر بعد أن أصبح قائداً عاماً للحملة الفرنسية إلى أن يوصي قائده في دمياط بتوخي الحذر، وأن يراقب هذا الشيخ ولا يغفل عنه أبداً

وفاة الزعيم حسن طوبار
لم يُعمر حسن طوبار طويلاً بعد ذلك، فمات في عام 1800، لتنشر جريدة "كورييه ديلجبت" نبأ وفاته في العدد 75 بتاريخ 28 يوليو تموز 1800، وكتبت عنه ما يلي:
"مات فجأة حسن طوبار كبير مشايخ إقليم المنزلة مصاباً بالسكتة القلبية، وكان هذا الرجل عظيم المكانة لأصله العريق وغناه الواسع، وقد هاجر من بلاده في الأشهر الأولى من الحملة وعاد إليها بعد الزحف على سوريا، وأذن له الجنرال بونابرت في الرجوع إلى مصر، فأذعن من يومئذ وأخلد للسكون، وقد خلفه في شياخة إقليم المنزلة أخوه شلبي طوبار"

الاثنين، 14 مارس 2011

بورسعيد وبحيرة المنزلة


بعد قيام مسيو دى لسبس بتشكيل لجنة هندسية دولية لدراسة تقرير المهندسان موجل و لينان بك كبيرا مهندسى الحكومة المصرية قامت اللجنة بزيارة منطقة برزخ السويس و بورسعيد و صدر تقريرهم فى ديسمبر 1855 و أكدوا إمكانية شق القناة و أنه لا خوف من منسوب المياه لأن البحرين متساويين فى المنسوب و أنه لا خوف من طمى النيل لأن بورسعيد شاطئها رملي .عقب صدور تقرير اللجنة الدولية أصدر الخديوى سعيد فرمان الامتياز الثانى و كان من بنوده (البند الثالث) أن حفر القناة من ميناء السويس إلى البحر المتوسط عند نقطة خليج الفرما.2. فى 25 ابريل عقدت اللجنة اجتماعا و اتخذت عدة قرارات من بينها إقامة فنار لإرشاد السفن القادمة لمدخل القناة و موقع الميناء و إنشاء ورش و آلات و جميع المنشآت اللازمة لإعداد تلك الورش للعمل و إنشاء كوبرى من بورسعيد إلى داخل البحر و يكون أيضا رصيف لرسو السفن عليه لتفرغ بضائعها .3. فى 22 نوفمبر 1858 قام المجلس الأعلى لأعمال و أشغال قناة السويس (أثناء الاكتتاب فى أسهم الشركة) توقع عقدين لتنفيذ المرحلة الأولى من الأعمال مع مسيو هاردون .4. 21 ابريل 1859 وصل مسيو دى لسبس لبورسعيد برفقة مسيو موجل بك المدير العام للأشغال و مسيو لاروش و هاردون و غيرهم من رؤساء المشروع و الوكلاء و مائة و خمسين من البحارة و السائقين و العمال و معهم ما يكفهم من الطعام و الشراب و وصلوا لبورسعيد عن طرق الجميل و كان بها قرية الجميل و بها صيادى الأسماك و تقع على بعد 9 كم من بورسعيد و اقتنع مسيو دى لسبس أن هذا المكان صالح لإنشاء بورسعيد.5. استمرت أعمال بناء بورسعيد و قامت الشركة بتشجيع العمال المصريين على العمل و أقامت لهم العشش بمنطقة العرب و قامت بتعيين إماما للمسلمين بمسجد القرية .6. قامت الشركة بالتركيز على جعل بورسعيد صالحة لرسو السفن فقامت بإنشاء الورش الميكانيكية مثل ( نجارة و حدادة و خراطة و سبك معادن و شدت مصنعا للطوب و حوضا للميناء و حفرت قناة داخلية صناعية تصل ما بين منشئات الميناء وبحيرة المنزلة لنقل مياه الشرب و مواد التموين بواسطة القوارب .
أعمال الردمفى بداية الأشهر الأولى لإنشاء بورسعيد استخدمت غالبية الايدى العاملة فى إعمال ردم أجزاء من بحيرة المنزلة حيث لم يكن يتجاوز عرض بورسعيد من 40 إلى 50 متر و قامت الكراكات بإزاحة كميات مهولة من الرمال من حوض الميناء استخدمت فى أعمال الردم و امتدت المدينة للجنوب حيث حوض الترسانة عام 1862 حث توجد الورش التى بدء فى استخدامها عام 1863 و أخذت المدينة شكلا مستطيلا تقرباً أما قرية العرب فكانت فى أقصى غرب بورسعيد و كانت لا تتعدى عشر بورسعيد فى البداية و اخذ شكلها شكلا بائساً فكانت عششا من البوص ثم استخدمت الألواح الخشبية بعد ذلك و قد فصل ما بين القرية و المدينة ارض فضاء مساحتها حوالى 500 متر و تقلصت تلك المساحة إلى 200 متر عام 1869 ثم تلاشت و انضمت القرية للمدينة وفى عام 1868 انتهت أعمال ردم أجزاء من بحيرة المنزلة غرب شارع الترسانة و بلغ الحجم الكلى لكميات الردم 628.300 مت مكعب و ساعدت على إكساب بورسعيد أراضى جديدة و تم بناء الورش عليها .

زيارة جمال عبد الناصر للمنزلة

فى 24 ديسمبر سنة 1961 تزينت المنزلة كلها لاستقبال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذى شق باللنش الذى استقله من بورسعيد فى الاحتفال باعياد النصر عباب مياه بحيرة المنزلة وسط صفين عن يمين و شمال من مراكب الصيادين التى ربت على العشرة آلاف مركب و قارب و لنش ، و قد اصطفت فى شكل منظم رائع مزينة بالاعلام و اكاليل الزهور و الورود و الرايات الزاهية ..
كان مع الرئيس الراحل عبد الناصر فى زيارته بعض رجال الثورة كحسين الشافعى ، و كمال الدين حسين ، و عبد الحكيم عامر و صلاح سالم و غيرهم .. و قد وصل الموكب المكون من 150 لنشا الى البحيرة و نزل الرئيس عبد الناصر من لنشه الخاص ، و كان فى استقباله عدد كبير من اهالي المطرية فى السرادق الذى اقيم خلف مبنى المستشفى بجوار مبنى السواحل .. ، و لكن تهاوى هذا السرادق نتيجة للحشد الهائل من أهالى المطرية .. فتحرك موكب السيارات تتقدمها سيارة الرئيس مغادرة المكان و فى هذا الوقت غادر الزعيم الراحل المطرية متجها صوب مدينة المنزلة التى تزينت هى الاخرى لاستقبال الرئيس الذى قضى بها وقتا أطول من ذلك الذى قضاه فى المطرية و هو نحو ست ساعات ، حيث زار دار البطل حسن طوبار وسط عشرات من المنزلاوية ثم اتجه الى المنصورة فالقاهرة ، و مازال وقع هذه الزيارة له أثر كبير فى أنفس من عاصروها و شاهدوها حتى تجدهم يفاخرون بها بين الاجيال اللاحقة .

شركة الملاحة ببحيرة المنزلة


بتاريخ 28 مارس سنة 1904 نالت شركة بحيرة المنزلة للملاحة (و هي شركة فرنسية) حق امتياز بتسيير لنشات بحرية بين بورسعيد و المطرية و دمياط . و قامت لذلك بحفر قناة في قاع البحيرة لهذا الغرض فكانت رفاصاتها تسير في هذا الطريق المائي و تقوم بنقل البضائع و المراكب بين بورسعيد و المطرية و غيط النصارى .. كما أن هناك مراكب نقل للاهالى في غيط النصارى يدفع أصحابها ضريبتها لمصلحة المصائد نظير نقل بضائعهم من غيط النصارى إلى بورسعيد و المطرية و بالعكس .و امتياز شركة بحيرة المنزلة يخولها استخدام مراكب مع لنشات في نقل البضائع . فكانت الشركة تستخدم بضع مراكب لحسابها مع اللنشات التابعة لها في النقل . و بديهي كانت لهذا السبب تختص بأكثر البضائع و لا تترك لمراكب الاهالى إلا القليل .. نشأ عن ذلك تنافس بين الشركة و بين أصحاب المراكب مما أدى إلى تخفيض نولون الشحن الذي يحصلونه من أصحاب البضائع و هم غالباَ فئة تجار . و ظل يتناقص هذا النولون ، و كان أصحاب البضائع هم المستفيدون من هذا التنافس .. ضج أصحاب المراكب بالشكوى و تدخلت مصلحة خفر السواحل في الموضوع ، فعقدت بينهم و بين الشركة اتفاقا كان من شأنه توحيد العمل بانضمام مراكب الاهالى إلى مراكب الشركة بنظام الدور على أن تأخذ مراكب النقل 30% من النولون . و حينئذ بدأت الشركة ترفع نولون الشحن شيئاَ فشيئاَ و انعدمت المنافسة فتحسنت حالة أصحاب المراكب و حالة الشركة معاَ . و كان لهذه الشركة 12 خطاَ ملاحياَ ببحيرة المنزلة و منها : # الخط من بورسعيد إلى المطرية مركز المنزلة # الخط من بورسعيد إلى العصافرة مركز المنزلةو كانت الشركة المذكورة تملك 7 لنشات و صندلين و تسير خطا َمنتظماَ للملاحة يقوم من بورسعيد إلى المطرية فدمياط يومياَ و لنشين آخرين يقومان يومياَ للمطرية و بالعكس .أما فيما يختص بالأجور فقد حددت بمعرفة الشركة كالاتى :الخطدرجة أولى درجة ثانيةمن بورسعيد إلى دمياط 240 ملليماَ140 ملليماَمن بورسعيد إلى المطرية140 ملليماَ80 ملليماَ
كما تحدد حد أدنى قدره 800 ملليم لكل مركب من موردة بورسعيد إلى غيط النصارى أو بالعكس ، و مبلغ 500 ملليم من بورسعيد إلى المطرية أو من المطرية إلى غيط النصارى أو بالعكس .. و تنفيذاَ للقرار الوزاري رقم (6/1932) و ضعت مصلحة خفر السواحل قوة من قبلها في موارد بورسعيد و المطرية و غيط النصارى لتنظيم قيام المراكب المخصصة لنقل الركاب و البضائع بالدور في المواعيد و تنظيم الرسو . و مازالت حتى الآن اللنشات الحكومية و لنشات الاهالى تعمل بنظام الدور ، و إن كانت قد افتقدت هذه الوسائل إلى ما يجذب الركاب و التجار مؤخراَ نظراَ لاعتمادهم على وسائل النقل البرية كالباصات و الأتوبيسات و عربات النقل بعد تعبيد و إتمام إنشاء الطريق البرى من العصافرة إلى بورسعيد ، و بالتالي فقدت وسائل النقل البحري في بحيرة المنزلة المخصصة لنقل البضائع و الركاب من و إلى بورسعيد و المطرية بعض الأهمية . إلا أنها ستظل دائماَ وسيلة إمتاع و نزهة بلا منافس في هذه المنطقة

أحداث سنة 1891م


كانت بحيرة المنزلة و ما زالت – تمد كافة أقاليم مصر بخيراتها و منذ ما يزيد على قرن من الزمان اتجهت أنظار الدولة إليها فكان الاهتمام الدءوب بها موضع اعتبار , و لهذا انشات لها مصلحة مستقلة و تتبع وزاره المالية لاستفاده من إيراد بحيرة المنزلة الذي تقوم المصلحة بتحصيله إلا ان الصياد كان يتجرع المرارة كل يوم فكانت المصلحة تشترط على الصياد ان يقوم بتوريد ما بصطاده هو وأبنائه من الأسماك إلى حلقة غيط النصاره التابعة للمصلحه بدمياط ولا يتقاضى من ثمن صيده إلا 25% حيث تتقاصى الحكومه65% وضريبه جبانات والدخوليه تتقاضى أيضا 10% من الثمن فما بالك بصياد يكد ويكدح ويتعب ويقاسى مراره العيش ثم لا يحصل من كده وتعبه إلا على الربع؟ وما كان يزيد الطين بله انه لم يكن يسمح له ان يقتطع من الأسماك التى اصطادها لطعام أسرته يقول اللواء عبد المنصف محمود ولم يكن يسمح للصياد بالاستيلاء على جزء من الاسماك لطعامه أو طعام اسرته فكان عليه ان يشترى ما يلزمه من الاسماك التى تباع بالحلقة بالسعر الذى يرسو به المزاد شانه فى ذلك شان اى شخص أخر فكان الصيادون يلجاون إلى مختلف الطرق لتهريب بعض الاسماك من الرقابة وبعضهم كان يناول السمك طعاما قبل دخول المركب الى الموردة وكان يطهون الاسماك فى قدرة اثناء وجودهم فى البحيرة لياخذوها مطبوخه لعائلتهم وكان من جراء ذلك ان موظفى المصلحه كانو يدققون فى التفتيش ويشددون فيه حتى بلغ من امرهم مايروى من انهم كانو يستعملون اسياخا من الحديد يغمسونها فى الاوساخ ثم يدخلونها فى القدور التى تحتوى على السمك المطبوخ وكانت تعسكر نقطه ثابته تعرف بمراكب الخفر وبها كميات من الملح لتمليح اسماكهم وكان على الصياد ان يورد اسماكه لحلقه المصلحة كما اسلفنا وضمانا لعدم تلاعبه كان يقضى النظام بأنه كل صياد يتاجر ثلاثة أيام عن توريد السمك للحلقة تصادر مراكبه فكان هذا الشرط الشديد يدفع الصيادين الى ان يقترضوا السماك من بعضهم البعض ليقدموه الى الحلقه حتى لا تصادر مراكبهم .وكان من اثر هذة الشروط القاسيه وتشديد المصلحه مع الصيادين ان ثار الاهالى وهاجموا المصلحة وحصل شغب اضطرت الحكومه الى اخماده الى استخدام القوات العسكريه وحوكم زعماء الثائرين كان من بينهم اعيان البلد ووجهائها وقد حكم على اكثرهم بمدة ثلاثة اشهر عدله فى الاستئناف الى شهر واحد وعلى اثر هذا الحادث وكان فى اخر سنه سنه 1891 انيط بمصلحه حفر السواحل المحافظة على ايرادات الصيد للبحيرة ومع بقاء مباشره لتحصيل الإيرادات للمصلحه
وانتصرت إرادة الصياديين :
فقد صدر الأمر العالي المؤرخ في 23/12/1897 يعدل طريقة استغلال البحيرة من أول يناير 1898 تعديلا من شأنه ترك الصيادين أحراراً في التصرف في محصولات صيدهم على أن تصرف للمراكب رخص تحصل بموجبها رسوم سنوية تدفع على أقساط شهرية ،و قسمت المراكب إلى ثلاث فئات : مراكب النقل (مكارى) و رسومها36 جنيه ، و مراكب الصيد بالشركة (مقايا أو معامل) 30 جنيهاً، و مراكب الصيد الوحادة (لا يزيد أفرادها على ثلاثة) رسومها 15 جنيه .و ألغيت المصلحة من أول يناير سنة 1898 ، و ألحقت أعمال تحصيل الرسوم الجديدة و صرف الرخص إلى إدارة الأموال غير المقررة فأنيط بمصلحة خفر السواحل أيضاً تحصيل رسوم الصيد ، و أقساط الالتزام في الجهات التي كانت معطاة بالالتزام .. و قد انتهى التزام مناطق الصيد ببحيرة المنزلة حتى سنة 1903 ما عدا أشتوم الجميل فقد انتهى التزامه في سنة 1905، و بعد ذلك عممت طريقة الصيد بالضريبة السنوية في جميع المناطق

بحيرة المنزلة و حفر قناة السويس


بدأت عمليات تنفذ مشروع حفر قناة السويس في 25 ابريل 1859 وكانت منطقه بورسعيد هي أول بقعه بدا فيها تنفيذه , ولكن واجهت الشركة الاجنبيه المشرفة على اعمال الحفر مشكله خطيره جدا" اذ كان آلاف العمال في بورسعيد قد تعرضوا لخطر الموت عطشا بفعل نفاد كميه الماء , وتأخرت وصول الامدادات مما كان يهدد بهلاك العمال وفشل المشروع برمته .. فأخذت الشركة تنقل المياه من الاسكندريه في سفينة تسمي "بورسعيد" ومن دمياط علي الجمال إلا انها فشلت أيضا في حل المشكلة فأشار بعض المصرين المسؤلين بالشركة ان يستعينوا بصيادي المطرية في نقل مياه الشرب من المطرية إلى بورسعيد , وبالفعل تجد الرجال المخلصين في المواقف الصعبة يفيضون عطاء وبذلا دون مقابل يذكر ,فقد قامت مراكب وقوارب الصيد الخاصة بصياديين البحيرة بنقل الماء إلى إخوانهم في بورسعيد خلال عامي 1859,1860 كما قامت الشركة ثلاث مكثفات ببورسعيد لتحليه مياه البحر المالحة إلا ان هذه المكثفات كانت دائمة التعطيل وتتوقف عن العمل من حين لاخر مما أثار مشكله أخرى اشد خطورة فقد تعرض شعب بورسعيد لخر الموت عطشا ولم تعد المشكلة تخص العمال وحدهم , فلجأت الشركة إلى عقد اتفاق مع احد كبار المصرييين المشتغلين بتجارة صيد الأسماك في بحيرة المنزلة وكان يدعي "مصطفي عنانى بك " والاتفاق كان يقضي بأن يمد مصطفي عنانى الشركة بسته أمتار مكعبه من المياه العذبة يوميا , ولم يدم هذا الاتفاق طويلا...يقول الدكتور عبد العزيز محمد الشناوي في كتابه الموسم ب"السخرية في حفر قناة السويس " ولكن لم يستمر هذا الاتفاق أمدا طويلا واعتمدت الشركة على وسائلها الخاصة في جلب ماء الشرب عبر بحيرة المنزلة م فشلت إلى الأخذ بنظام السابق فعقدت في يونيو 1861 اتفاقا مع " محمد الجيار "_وهو احد كبار أصحاب السفن في بحيرة المنزلة ومن ذوي الموارد الضخمة _ لنقل مياه الشرب في براميل تعهدت الشركة بتقديمها إليه ولكنهاعجزت عن تقديم العدد الكافي منها إلى ان استطاعت استيراد عدد منها في سبتمبر 1861 .وكانت كل سفينة تحمل برملين من الصاج . وكانت سعه كل برميل مترا مكعبا من الماء . وكان ثمن المتر المكعب عشرة فرنكات وقد استمر ذالك الاتفاق نافذا مع محمد الجيار حتى فرغت الشركة من مد خط أنابيب الماء من الاسماعليه إلى بورسعيد في ابريل 1864 وعلي الرغم من هذه التدابير فقد كان الماء في بورسعيد عزيزا صعب المنال وظل العمال هناك يعانون الكثير من ضروب الحرمان ويتعرضون للموت عطشا بسبب نفاذ الماء في المدينة و تأخر وصول مقادير منه إليها .ويتضح ذلك الحرمان وتلك المخاطر من وصف كتبه احد الفرنسيين عاش في تلك الأخطار:بورسعيد 18 ديسمبر 1861 :لقد خرجنا من ازمه خطيره مروعه .فقد كسر احد المكثفات , ولم تكف مقادير الماء التي ينتجها المكثفان الاخران لمواجهة استهلاك المدينة اليومي فقد زاد عدد السكان زيادة كبيرة ولم نستطع الاعتماد على الماء العذب الذي تجلبه من المطرية سفن الريس محمد الجيار الذي عقد معه اتفاق لنقل الحاجيات عب بحيرة المنزلة ,وخاصة لنقل ماء الشرب إلي بورسعيد وراس العش "ومما زاد الموقف حرجا هبوب عاصفة شديدة دامت ستين ساعة متوالية .ولم يصل إلينا أي قارب أو سفينة طول المدة التي استمرت حلالها العاصفة . ولم يكن هناك بد من ان نطبق نظام توزيع الماء علي السكان بالبطاقات .وكان نصيب الفرد لا يزيد عن لترين من الماء لكافه استعمالته .... ولما حل اليوم الثالث ولم يظهر أي قارب او سفينة في طريقها إلينا تجمهر العمال ووقفوا عند مرسي السفن المنتظر وصولها من البحيرة .ولم تكن هذه القوارب تقف تجاه مراسيها حتى اندفع العمال المتجمهرون , وكان عددهم يتراوح ما بين ماتين وثلاثماه عامل ودفعوا جانبا وبكل عنف رجال هذه القوارب وفتحوا براميل المياه اغتصبوا شحنه المياه.. ولم تبق جرعه من الماء في هذه القوارب وقد غادر العمال المكان ان الموقف خطير .."ويذكر ان بورسعيد لم تكن موجودة وإنما كانت عبارة عن عشوش , وكان الجنود التابعون للشركه القائمة على حفر القناة يهجمون على الصيادين في بحيرة المنزلة فجأة, ويأخذونهم بالقوة لينضموا الى العمال الذين يحفرون قناة السويس بدءا من بور سعيد.

تسمم أسماك بحيرة المنزلة

حذرت وزارة البيئة من تلوث حاد يواجه المزارع السمكية الموجودة فى بحيرة المنزلة حالياً، نظراً لأنها تربّى على مياه ملوثة، وتعتمد على مياه مصارف " البشتير وبحر البقر " فى الجنوب
فيما قد صرح المهندس ماجد جورج وزير البيئة الاسبق :" إن هذه المياه تحمل معدلات تلوث عالية جداً، مما أدى إلى تسمم الأسماك الموجودة بالبحيرة، وأصبحت تهدد صحة المواطنين الذين يشترونها " .
ولفت الوزير إلى أن المزارع السمكية اغتصبت 150 فداناً داخل حدود محمية أشتوم الجميل، مضيفاً أن تلوث المياه ببحيرة المنزلة أصبح يقترب من محمية " أشتوم الجميل "، وهو ما ينذر بكارثة بيئية، بسبب احتمالية تدمير المياه لأكثر من 42 نوعا من النباتات النادرة وآثار يرجع تاريخها إلى العصر الأيوبى.
كما أضاف أن مصرف بحر البقر من أهم مصادر التلوث بالبحيرة، نظراً لأنه يصب يوميا أكثر من 1.5 مليون متر مكعب من مياه الصرف، منها أكثر من 1.25 مليون متر مكعب قادمة من القاهرة الكبرى.
وذكر جورج أن مشروع المعالجة البيولوجية لمياه بحر البقر لا ينقى إلا كمية صغيرة من مياه الصرف، لافتاً إلى أن مشكلة التلوث بالبحيرة تحتاج إلى مشروعات ضخمة لمعالجة مياه الصرف قبل وصولها إلى البحيرة

ارتفاع منسوب مياه المتوسط يهدد دلتا النيل

تتعرض دلتا النيل في مصر لكارثة تدمر الأراضي الزراعية وتدفع السكان إلى هجرة جماعية ما لم يتم التصدي لمشكلة التغير المناخي الذي يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحر المتوسط، بحسب ما يقول الخبراء والمزارعون المصريون.
وبدأ بالفعل تآكل الأراضي وانخفاض خصوبتها بسبب الأملاح في دلتا النيل التي تمتد من القاهرة حتى البحر المتوسط ويحدها من الجانبين فرعا نهر النيل والتي كانت على مر التاريخ مخزن حبوب مصر.
وخلال العقد الماضي، زاد منسوب البحر 20 سنتيمترا، واذا ما ارتفع مترا إضافيا فسيؤدي ذلك إلى غرق 20% من أراضي الدلتا، بحسب دراسات للخبراء.
ويقول تقرير حكومي حديث حول شواطئ الإسكندرية أنه "يتوقع ارتفاع منسوب مياه المتوسط بمقدار 30 سنتيمترا بحلول العام 2025 وهو ما سيؤدي إلى إغراق 200 كيلومترا مربعا" ما سيضطر بدوره نصف مليون شخص إلى النزوح. وبحلول نهاية القرن الحالي، سيصبح سبعة ملايين شخص على الأقل "نازحين من ضحايا التغير المناخي".
وتشكل أراضي الدلتا ربع المساحة الزراعية في مصر أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان (80 مليونا). ويصدر جزء كبير من الإنتاج الزراعي للدلتا وهو ما يعود على البلاد بدخل كبير.
وبدأ بعض المزارعين هجرة أراضيهم بينما يحاول البعض الآخر التصدى لمشكلة ملوحة التربة بتغطيتها بطبقة من الرمل لتكون بمثابة عازل عن الأملاح.
ويقول السيد سعد وهو مزارع يملك قطعة أرض تقع بين رشيد والإسكندرية " نشتري هذا الرمل الذي يكلفنا كثيرا، من أجل تكوين طبقة عازلة تتيح للمحصول أن ينمو ولكن الأمر أصبح صعبا للغاية". وبدأت شركات هندسية متخصصة في دراسة هذه المشكلة.
ويؤكد محمد الراعي وهو خبير في المركز الإقليمي لمواجهة الكوارث أن "نصيب مصر من الغازات المسببة للارتفاع الحراري في العالم لا يتجاوز 0,6%".
ولكنه يضيف أن "التغير المناخي يشكل دون أدنى شك تهديدا للأمن الغذائي وللنظام الاجتماعي برمته". ويتابع "إذا ما غمرت المياه بعض المناطق فينبغي تحويلها إلى مزارع سمكية وإذا كانت هناك إمكانية لحماية مناطق أخرى فينبغي بناء حواجز". ويعتقد خبيرالكوارث أن "موضوع التغير المناخي ليس مدرجا ضمن أولويات الدولة في حين أنه ينبغي اعتباره قضية أمن قومي

جزيرة تنيس وتاريخها


تنيس مدينة مصرية قديمة من مدن مصر القديمة تقع في الناحية الشرقية متاخمة لمدينة بيلوز ( الفرما ) ..هي الآن جزيرة صغيرة تقع في وسط بحيرة المنزلة التي كانت تدعى من قبل بحيرة تنيس " بحيرة المنزلة " ..أول من أطلق عليها اسم بحيرة المنزلة هو خليل الظاهري في كتابه " على ضفاف بحيرات مصر ـ الجزء الأول" ..أما الرحالة العربي المسعودي في كتب في كتابه الشهير "مروج الذهب" يقول :" قبيل القرن الثالث الميلادي لم تكن توجد في هذه المنطقة أية بحيرات فقد كانت أرضاً زراعية لم يكن في مصر بأسرها مايضارعها من استواء وتربة طيبة ، وبها من الجنات والنخيل والكروم والشجر والزرع مالا يضاهيها ، حيث كان مائها يتحدر فيها دونما انقطاع في الصيف أو في الشتاء ، يصب هذا الماء في البحر من عند موضع يسمي " أشتوم الجميل " ..ففي القرن السادس الميلادي ضرب زلزال كبير المنطقة التي تقع فيها مدينة تنيس وطغي ماء البحر المتوسط علي الأراضي الواطئة المحيطة بها بينما بقيت تنيس و بعض الجزر العالية.أما كتاب " فتح العرب لمصر " لمؤلفه د. الفريد . ج . بتلر وترجمه لنا محمد فريد أبو حديد ، فقد جاء فيه بأن اسم تنيس كما يزعم المؤرخ "كاترمير"مشتق من اللفظ اليوناني " نيسوس " ومعناها الجزيرة وقد أضيف في أوله علامة التعريف " تي " القبطية للمؤنث فإذا صح ذلك كان لابد من أن تلك البلاد غمرت بالمياه منذ زمن بعيد قبيل القرن السادس ..ويرجح المؤلف هذه المقولة بقوله "بأن (كاسيان ) وكان في مصر سنة ( 390 - 397م ) يقول على وجه اليقين بأن Thinnesus تنيس جزيرة يحيط بها من جميع جهاتها بحر أو بحيرات ملحة حتى أن أهلها كانوا يعتمدون كل الاعتماد على البحر في الانتقال من مكان إلى مكان ، وكانوا يأتون بالطين في السفن إذا أرادوا أن يوسعوا أرضاً ليبنوا عليها بناء".ويقول " كاترمير" أن مساحة المدينة كانت ميلاً مربعاً فقط ، وهذا في الواقع من الأخطاء ، فقد حدث وأن دُمرت تنيس بأسرها في سنة 624من الهجرة ، ولم يتبق منها سوي بعض الأطلال ، وجزيرة تنيس لم تزل حتي الآن قائمة ولا تزال توجد بها بعض الآثار القديمة ..كانت تنيس يطلق عليها اسم " بغداد الصغري " وهي تقع في الجنوب الغربي من مدينة بورسعيد علي بُعد مسافة تسعة كيلومترات ..ويذكر المقريزي " الخطط " بأن جزيرة تنيس يرجع اسمها إلي اسم تنيس بن حام بن نوح وقد بناها أحد ملوك الأقباط وكان بها مائة باب ولكبرها وعظمتها وهي من أكثر المدن المنتجة للحرير .وفي كتاب " مناظرات يوحنا كاسيان مع آباء البرية " جاء في وصفه للبرية التي كانت بها تنيس بأنها كانت قبلاً أغنى منطقة وكما يقال أن مائدة الملك كانت تعد من منتجاتها ، وأن هذه الأرض طغى عليها البحر وصارت خراباً فتحولت إلى مستنقعات مالحة حتى ليكاد من يراها يظن أنها هي التي قيل عنها في المزامير " سيجعل الأنهار قفاراً و مجاري المياه متعطشة والأرض المثمرة سغبة " ( مز 107 : 23 , 24).و يستطرد الكاتب " في هذه البقاع دمرت مدن كثيرة وهجرها أهلها وتحولت إلى جزائر وصارت مسكناً لراغبي الوحدة " العزلةمن النساك القديسين" ومضى يصف من بينهم ثلاثة رجال تقـــــدموا في السن حيث قال عن أحدهم " انه جاوز المائة من عمره وانحني ظهره بعامل الزمن مع دأبه في صلاة دائمة ، كان يبدو وكأنه قد عاد لطفولته مرة أخرى وهو يزحف بيديه اللتين تدليتا لأسفل وهما تكادان أن تلامسان الأرض. "سأله يوحنا كاسيان بأن يقول له كلمة ويعرفه بالتعاليم ، فتنهد الناسك بعمق وكان مما قاله :" أي تعاليم يمكنني أن أعلمها لكم ، وأنا قد وهن العظم مني وأنا في سن وضعف ؟".وجاء عن تنيس في كتاب فتح العرب لمصر حيث يقول " وكانت الأرض التي تغطيها مياه بحيرة المنزلة إلى ما قبل الفتح العربي بقرن واحد لا يضارعها في بلاد مصر كلها أرض أخرى في جودتها وخصبها وغناها إلا إذا قلت بلاد الفيوم فقد تكون مساوية لها ، كانت أرضها ترويها ترع لا تنضب مياهها تأتى من النيل ، فكانت تنبت نباتا يانعاً من القمح والنخيل والأعناب وسائر الشجر .غير أن البحر طغى عليها فأقتحم ما كان يحجزه من كثبان رملية، كانت المياه يزيد طغيانها عاماً بعد عام حتى عمت السهل الوطئ كله ،ولم يبق فوق بعضها إلا عدداً من الجزر بعد أن أكلت المياه ما كان هناك من حقول و قرى فلم ينجٍ منها إلا ما كان عالياً لا تناله المياه .وأعظم ما نجا من قرى تلك الأرض مدينة تنيس الشهيرة وكانت مدينة لها شئ من الإتساع والكبر وكانت ذات بناء جميل تجود بها صناعة المنسوجات الرقيقة ، وكانت في البحيرة التي تخلفت مدائن أخري اشتهرت ببراعة صناعتها في النسيج مثل طونة ـ دميرة ـ دبيق ، ولكن لم تبلغ أي واحدة منها مبلغ ماوصلته تنيس ، إذ كانت تضارع دمياط وشطا في دقة منسوجاتها وجودة أنواعها فما كان في البلاد كلها غير تنيس ودمياط وشطا مايستطيع أن يخرج ثوباً من الكتان يبلغ ثمنه مائة دينار .ويذكرالمسعودى في تاريخه أن ثوباً صنع هناك للخليفة من عرض واحد بلغ ثمنه ألف دينار وكان مصنوعاً من خيوط الذهب مخلوطة باليسير من دقيق الكتان" خيوطه ". وقد ورد في الأخبار كذلك أن تجارة كانت بين تنيس وبين العراق وحده بلغت مابين عشرين ألف دينارإلي ثلاثين ألف دينار في السنة الواحدة ، كانت ذلك قبل أن تُفرض عليها الضرائب الفادحة .كانت تنيس جزيرة فسيحة وكانت تصل إليها من الجنوب ترعة اسمها بحر الروم ، ولعلها كانت بقية فرع النيل التنيسي الذي كان يصل إلي الصالحية أو علي الأقل بينها وبين " الطينة " وهي ثغر الفرما علي ساحل البحر.وقيل أن تنيس كان لا يزال بها إلي القرن العاشر بعض الآثار القديمة ، وكان بها حوالي ماوصل عدده إلي مائة وستون مسجداً لكل مسجد منها مئذنة عالية مزينة ..كما كان بها اثنتان وسبعون كنيسة ، غير العديد من الحمامات التي بلغ عددها نحو ستة وثلاثون حماماً ..وكانت تنيس مدينة محصنة بالأسوار وبها عدد تسعة عشر من الأبواب المصفحة بالحديد الثقيل ، وقيل أن الموتي في الجزر الأخري كانت تحمل لتدفن في تنيس ، ويبدو أنها كان يتم تحنيطها هناك .زارها بعد ذلك بقرن الرحالة الفارسي ناصر خسرو في عام 1047 للميلاد فعجب مما رآه من ثرائها ورواج أسواقها فهو يذكر :" كان بها عشرة آلاف متجر وخمسين ألفا من الناس وكانت في جزيرتها مراسٍ تكفي لألف سفينة ولم يكن بها شئ من الزرع بل كانت تعتمد في كل أقواتها على تجارتها .وكان النيل إذا علا وفاض يقوم بطرد كل ما حول جزيرة تنيس من مياه البحر المالح ويملأ بالماء العذب ما كان فيها من الصهاريج ومخازن المياه الدفينة في الأرض وكانت هذه المياه كافية لشرب الناس طول الحول.وقد بلغت منسوجات القطن البديعة ذات الألوان شأناً عظيماً لم تبلغه في وقت من الأوقات، فكان للسلطان مناسج خاصة تنسج فيها الأثواب له وحده .كان الثوب المخصص لعمامته تبلغ قيمته أربعة آلاف دينار ، ولكن الأثواب التي كانت تصنع للسلطان لم تكن تعرض في الأسواق للعامة .وقد حدث أن إمبراطور الروم دعا بأن تخضع تنيس لإمرته مقابل تنازله عن مائة مدينة من مدائن دولته عوضاً عنها ، وعلي الرغم من ذلك لم يستجب لدعوته .كان يصنع في هذه المدينة من الأثواب الملكية نوعاً اسمه " بو قلمون " وكان من الحرير المتغير اللون حيث كانت لمعته زاهية حتي قيل أنه كانت تتغير ألوانه في كل ساعة من ساعات النهار عما هو معهود .كما كانت صناعة السلاح المتخذ من الصلب من أهم الصناعات ولكنها لم تكن لتبلغ في تنيس مبلغ منسوجاتها وكانت على ذلك مدينة من أعجب المدائن وأعظمها شأناً.ويروي في القصص أن حاكم تنيس كان وقت الفتح الإسلامي لمصر كان رجلاً من العرب النصاري واسمه " أبو طور" وأنه خرج لقتال المسلمين علي رأس عشرين ألف من القبط والروم والعرب ، فلقيهم في سيرهم إلي تنيس بعد أن فتحوا دمياط فناجزهم في مواطن كثيرة قبل أن يظفر العرب ويهزموا جيشه ويأخذونه أسيراً ، ومنذ تم لهم ذلك فتحوا المدينة وغنموا أموالها وقسموها ثم ساروا إلي الفرما .كانت جزيرة تنيس مكشوفة للغزو من جهة البحر عليها أنها كانت محصنة فيها رباط قوي ، وأمر صلاح الدين الأيوبي بإخلائها عام 1192م ثم جاء من بعده الملك الكامل عام 1227م فهدم حصونها وأسوارها حتي تركها أطلالاً .ويذكر المقريزي في الخطط عن مدينة شطا بأنها تقع بين تنيس ودمياط وأن اسمها يرجع لرجل اسمه " شطا بن الهموك " وهذا الاشتقاق ليس له أي أثر من الصحة .وتذكر القصة بأن العرب حين حاصروا دمياط وفتحوها خرج إليهم حاكمها شطا ومعه ألفان من الناس فأظهر إسلامه ، وكان قبلها عاكفاً علي درسه والنظر فيه زمناً طويلاً ، ثم أن الرجل لما رأي أن العرب أبطأ عليهم فتح تنيس جمع جيشاً من البرلس ودميرة وأشمون وطناح ، وجهزه ولحق بإمداد المسلمين الذين بعث بهم عمرو بن العاص ثم سار حتي إلتقي بالعدو وأظهر من الشجاعة وحسن البلاء مايظهره الأبطال وقتل بيده اثني عشر رجلاً من فرسان أهل تنيس وشجعانهم وظل يقاتل حتي قًتل في ذلك اليوم ودفن في ظاهر المدينة ..أما عن خرابها ومالحق به من دمار فيقول اللواء عبد المنصف محمود بعد ما ذكر الكثير من تاريخ تنيس :" ولكن العرب لم يجدوا ما يحبب لهم المقام في هذه المدينة وأشباهها من الجزائر التي كانت وسط البحيرة فبقيت إلى أن قضي عليها وزالت أخبارها".ويعود المسعودي ليذكر أن " بحيرتها الآن يصطاد منها السمك وهي قليلة العمق يتم الإنتقال بين جزرها بإستخدام الفلايك والقوارب واللنشات ، وتعرف اليوم ب" المراحات " ويسكنها طائفة من الصيادين الذين يتخذون من الصيد حرفة لهم ، ومؤخراً انشئت بها المدارس لتعليم أبناء هذه المراحات .فليت الهيئة العامة لتنشيط السياحة تضع جزيرة تنيس ومابها من آثار ضمن مواقعها علي مستوي السياحة الداخلية والخارجية ، ولعلي أذكر أننا في سنوات الدراسة كنا نسعد بالرحلات التي تقصد هذه الجزيرة حيث تزخر تلالها وروابيها بتاريخ كبير يجب أن يعرفه أبناءنامن طلاب المدارس وأن نضع في الحسبان مدي الفائدة التي تعود عليهم من خلال هذه الزيارات وأن تكون موضع التنفيذ

التأثيرات المناخية وأثرها على غرق الدلت


عيش ملايين البشر حالة من القلق الشديد بسبب التأثيرات المستقبلية للتغيرات المناخية التي ينجم عنها غرق المناطق الساحلية للبحر المتوسط ومنها دلتا النيل ، وازاء هذا ـ الاختلاف ـ ارتفعت الأصوات محليا وإقليميا ودوليا تنادي باتخاذ الإجراءات والتدابير لمواجهة المستقبل الغامض الذي يحمل بين طياته شبح التهجير للملايين من سكان الدلتا العامرة والمستقرة عبر مئات السنين.
ولعل أهم ما يلفت النظر في الوقت الراهن أن التحذيرات انتقلت من الأماكن الخلفية ذات الأصوات الواهنة الضعيفة إلي الأمامية ذات الاصوات العالية المسموعة ، فقد أعلن المهندس ماجد جورج وزير الدولة للشئون البيئية أن التغييرات المناخية وفي مقدمتها الاحتباس الحراري الذي سينتج عنه ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض من5ـ 6 درجات خلال هذا القرن وارتفاع مستوي سطح البحر حتي متر ونصف المتر ، سبجعل دلتا النيل أكثر عرضة لهذه التأثيرات عام 2020 وأن نحو 15% من أراضي الدلتا مهددة بارتفاع هذا المنسوب وتسربها إلي المياه الجوفية.
وجاء هذا الرأي الرسمي بعد تحذيرات عديدة من كبار خبراء البيئة والجيولوجيا ، وفي مقدمتهم الخبير المصري د .مصطفي طلبة المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الذي حذر من احتمالات غرق 15%من أراضي شمال الدلتا بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3درجات خلال الـ 50 عاما المقبلة ، وتهجير أكثر من 3 ملايين مواطن من أراضيهم ، مطالباً بضرورة تكوين لجنة علمية في أسرع وقت لدراسة الموقف وإعداد الدراسات الجادة لمواجهة المخاطر المرتقبة.
وقال أيمن أبوحديد رئيس مركز البحوث الزراعية ورئيس مركز معلومات التغيير المناخية إن حدوث زيادة تتراوح بين متر ومترين في مستوي سطح البحر سوف يدمر ربع مساحة الأراضي الزراعية في الدلتا مما يؤدي إلي هجرة 8 ملايين نسمة وأوضح في دراسة له أن البيانات تؤكد أن مستوي سطح البحر ارتفع خلال الفترة من 1930 إلي 1980 بنحو 11.35 سنتيمتر في مناطق رشيد ودمياط وحدث تراجع في خط الشاطئ في العصر الحديث مقارنة بما كان عليه في القرن التاسع عشر.
وأكدت الدراسة : أن أكثر المحاصيل تأثراً بالتغيرات المناخية هي الذرة والقمح والأرز، حيث تتناقص إنتاجية القمح بنسبة 18% والشعير والذرة الشامية بنحو 19% والأرز بنسبة 17% كما أن تغير مستوي ثاني أكسيد الكربون سوف يؤثر في الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية مما يؤدي إلي قصر دورة حياة الحشرات.
كما أظهرت النتائج التي أجريت بوحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبياً في إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية بالإضافة إلي زيادة الاحتياجات المائية اللازمة لها، حيث يصل معدل النقص في إنتاج القمح إلي 18% وإذا ارتفعت درجة الحرارة أكثر يزداد الاستهلاك المائي بحوالي 2.5% ، وبالنسبة للذرة الشامية فإن الإنتاج سوف يقل إلي حوالي 19% بحلول منتصف هذا القرن عند ارتفاع درجة الحرارة بنحو 3.5 درجة مئوية بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية علاوة علي زيادة استهلاكها المائي بنحو 8%. وفي إنتاجية محصول الأرز سوف ينخفض الإنتاج إلي 11% في حين يزداد استهلاكه المائي بنحو 19% بينما سيصل معدل نقص فول الصويا إلي 28% والاستهلاك المائي يزداد بنحو 15% وعباد الشمس ينخفض إنتاجه بنحو 21% في شمال الدلتا و27% في مصر الوسطي و38% في مصر العليا أي بمتوسط نقص 29% وسوف يزداد استهلاكه المائي في المتوسط بنحو 6% كما سيشهد محصول الطماطم انخفاضاً بنسبة 14% في حالة ارتفاع درجة الحرارة بنحو 1.5 درجة مئوية وينخفض بنسبة 51% في حالة ارتفاع درجة الحرارة إلي 3.5 درجة مئوية، كما ستنخفض إنتاجية قصب السكر بنسبة 24.5%، مع زيادة استهلاك الماء بنسبة 2.3% ونقص العائد المحصولي من وحدة المياه بنحو 25.6%.