الاثنين، 14 مارس 2011

التأثيرات المناخية وأثرها على غرق الدلت


عيش ملايين البشر حالة من القلق الشديد بسبب التأثيرات المستقبلية للتغيرات المناخية التي ينجم عنها غرق المناطق الساحلية للبحر المتوسط ومنها دلتا النيل ، وازاء هذا ـ الاختلاف ـ ارتفعت الأصوات محليا وإقليميا ودوليا تنادي باتخاذ الإجراءات والتدابير لمواجهة المستقبل الغامض الذي يحمل بين طياته شبح التهجير للملايين من سكان الدلتا العامرة والمستقرة عبر مئات السنين.
ولعل أهم ما يلفت النظر في الوقت الراهن أن التحذيرات انتقلت من الأماكن الخلفية ذات الأصوات الواهنة الضعيفة إلي الأمامية ذات الاصوات العالية المسموعة ، فقد أعلن المهندس ماجد جورج وزير الدولة للشئون البيئية أن التغييرات المناخية وفي مقدمتها الاحتباس الحراري الذي سينتج عنه ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض من5ـ 6 درجات خلال هذا القرن وارتفاع مستوي سطح البحر حتي متر ونصف المتر ، سبجعل دلتا النيل أكثر عرضة لهذه التأثيرات عام 2020 وأن نحو 15% من أراضي الدلتا مهددة بارتفاع هذا المنسوب وتسربها إلي المياه الجوفية.
وجاء هذا الرأي الرسمي بعد تحذيرات عديدة من كبار خبراء البيئة والجيولوجيا ، وفي مقدمتهم الخبير المصري د .مصطفي طلبة المدير السابق لبرنامج الأمم المتحدة الذي حذر من احتمالات غرق 15%من أراضي شمال الدلتا بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 3درجات خلال الـ 50 عاما المقبلة ، وتهجير أكثر من 3 ملايين مواطن من أراضيهم ، مطالباً بضرورة تكوين لجنة علمية في أسرع وقت لدراسة الموقف وإعداد الدراسات الجادة لمواجهة المخاطر المرتقبة.
وقال أيمن أبوحديد رئيس مركز البحوث الزراعية ورئيس مركز معلومات التغيير المناخية إن حدوث زيادة تتراوح بين متر ومترين في مستوي سطح البحر سوف يدمر ربع مساحة الأراضي الزراعية في الدلتا مما يؤدي إلي هجرة 8 ملايين نسمة وأوضح في دراسة له أن البيانات تؤكد أن مستوي سطح البحر ارتفع خلال الفترة من 1930 إلي 1980 بنحو 11.35 سنتيمتر في مناطق رشيد ودمياط وحدث تراجع في خط الشاطئ في العصر الحديث مقارنة بما كان عليه في القرن التاسع عشر.
وأكدت الدراسة : أن أكثر المحاصيل تأثراً بالتغيرات المناخية هي الذرة والقمح والأرز، حيث تتناقص إنتاجية القمح بنسبة 18% والشعير والذرة الشامية بنحو 19% والأرز بنسبة 17% كما أن تغير مستوي ثاني أكسيد الكربون سوف يؤثر في الوظائف الفسيولوجية للآفات الحشرية مما يؤدي إلي قصر دورة حياة الحشرات.
كما أظهرت النتائج التي أجريت بوحدة بحوث الأرصاد الجوية الزراعية أن التغيرات المناخية وما تسببه من ارتفاع في درجة حرارة سطح الأرض سوف تؤثر سلبياً في إنتاجية العديد من المحاصيل الزراعية المصرية بالإضافة إلي زيادة الاحتياجات المائية اللازمة لها، حيث يصل معدل النقص في إنتاج القمح إلي 18% وإذا ارتفعت درجة الحرارة أكثر يزداد الاستهلاك المائي بحوالي 2.5% ، وبالنسبة للذرة الشامية فإن الإنتاج سوف يقل إلي حوالي 19% بحلول منتصف هذا القرن عند ارتفاع درجة الحرارة بنحو 3.5 درجة مئوية بالمقارنة بالإنتاجية تحت الظروف الجوية الحالية علاوة علي زيادة استهلاكها المائي بنحو 8%. وفي إنتاجية محصول الأرز سوف ينخفض الإنتاج إلي 11% في حين يزداد استهلاكه المائي بنحو 19% بينما سيصل معدل نقص فول الصويا إلي 28% والاستهلاك المائي يزداد بنحو 15% وعباد الشمس ينخفض إنتاجه بنحو 21% في شمال الدلتا و27% في مصر الوسطي و38% في مصر العليا أي بمتوسط نقص 29% وسوف يزداد استهلاكه المائي في المتوسط بنحو 6% كما سيشهد محصول الطماطم انخفاضاً بنسبة 14% في حالة ارتفاع درجة الحرارة بنحو 1.5 درجة مئوية وينخفض بنسبة 51% في حالة ارتفاع درجة الحرارة إلي 3.5 درجة مئوية، كما ستنخفض إنتاجية قصب السكر بنسبة 24.5%، مع زيادة استهلاك الماء بنسبة 2.3% ونقص العائد المحصولي من وحدة المياه بنحو 25.6%.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق